لربما سمعت كثيرًا أن الطبيب نصح أحد أقربائك أو زملائك في العمل بالراحة التامة وحاجته للخضوع لعملية جراحية في العمود الفقري نتيجة إصابته بالانزلاق الغضروفي، ولطالما تساءلت عن طبيعة هذا المرض وأسبابه، لذا نجيب خلال هذا المقال عن كافة التساؤلات عن هذا المرض، ومن أهمها “ما هو الانزلاق الغضروفي؟” و”لماذا انتشرت الإصابة به في الآونة الأخيرة؟”.
ما هو الانزلاق الغضروفي واعراضه؟
كل فقرة من فقرات العمود الفقري لها وظيفة معينة تخدم الإنسان وتسهل عليه تحركاته وتتكيف مع أوضاعه المختلفة، فيتكون العمود الفقري من فقرات عظمية يفصل بينها غضاريف تساعد على حركة العمود الفقري بانسيابية مانعةً حدوث الاحتكاك بين الفقرات، ذلك إلى جانب دورها في حماية الحبل الشوكي وجذور الأعصاب من أي صدمات أو إصابات تُحدث مضاعفات خطيرة.
نمط الحياة المتسارع أرغم الإنسان على ممارسة بعض العادات الخاطئة التي تؤثر سلبيًا في العمود الفقري وتتسبب في زيادة الضغط على فقراته وضعف الغضاريف الفاصلة بينها وقلة مرونتها، الأمر الذي نتج عنه تمزق هذه الغضاريف وتزحزحها من مكانها الطبيعي مما يزيد من الضغط على أعصاب الحبل الشوكي، وتسمى تلك الحالة بالانزلاق الغضروفي.
إقرأ ايضا: علاج سريع للانزلاق الغضروفي
أعراض الانزلاق الغضروفي
بعد أن أجبنا تفصيلًا عن سؤال “ما هو الانزلاق الغضروفي؟” ينبغي التوضيح أن مرضى الانزلاق الغضروفي يعانون مجموعة من الأعراض نتيجة ضغط الغضروف المنزلق على الأعصاب والعضلات المحيطة، ومن أبرز هذه الأعراض:
- آلام شديدة في منطقة أسفل الظهر، أو الذراعين أو الساقين -حسب مكان الغضروف المنزلق-، وتتفاقم مع الحركة وتقل مع
- الراحة التامة.
- تنميل وخدر في الذراعين أو الساقين نتيجة ضغط الغضروف في منطقة الرقبة أو الظهر على جذور الأعصاب.
- ضعف في عضلات الذراعين أو الساقين.
- فقدان السيطرة على عمليتي التبول والتبرز، ويحدث ذلك في درجات الانزلاق الغضروفي المتقدمة.
للمزيد اقرأ: اعراض الانزلاق الغضروفي
الانزلاق الغضروفي.. الأسباب وعوامل الخطر
الحقيقة أن الانزلاق الغضروفي هو مرض ليس وليد اللحظة، بل هو ناتج من التعرض لمجموعة من العوامل التي تؤثر بالسلب على مرونة الغضاريف وتسبب تمزقها وانزلاقها، من أشهر هذه الأسباب:
- التقدم في العمر وفقدان الغضاريف لمرونتها.
- رفع أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة.
- السمنة المفرطة.
- التعرض لحادث أو صدمة في العمود الفقري.
أما عن بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالانزلاق الغضروفي فمن أهمها:
- ممارسة الرياضات العنيفة.
- التدخين.
- الجلوس لفترات طويلة دون القيام بأي مجهود بدني.
كيف يُقيّم الطبيب حالة مريض الانزلاق الغضروفي؟
معاناة المريض من الأعراض التي ذكرناها سابقًا تمنعه من القيام بمهامه اليومية بفاعلية، لذا تكون استشارة الطبيب في هذه الحالة حتمية لفحص العمود الفقري وغضاريفه، والحصول على الرعاية الطبية اللازمة. ويعتمد الطبيب في تقييمه لحالة مريض الانزلاق الغضروفي على طرق تشخيصية محددة، من أهمها:
- معرفة التاريخ المرضي والأعراض التي يعانيها المريض، ومعرفة طبيعة عمله كذلك.
- إجراء الفحص البدني لمعرفة شدة الإصابة ومدى تأثر الأعصاب بالانزلاق الغضروفي.
- الأشعة السينية لبيان حالة العمود الفقري واستبعاد وجود أي كسور أو تزحزح في الفقرات.
- الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي لتصوير العمود الفقري بدقة وتوضيح حالة الغضاريف المنزلقة وتحديد موقعها، ومعرفة مدى تضرر العضلات والأعصاب المحيطة بها.
ما هو الانزلاق الغضروفي وعلاجه؟
تختلف طرق علاج الانزلاق الغضروفي حسب شدة الإصابة وعمر المريض وحالته الصحية ووضع الغضروف المنزلق، لذا تتوقف الإجابة عن سؤال “ما هو الانزلاق الغضروفي وعلاجه؟” على ما نتائج طرق التشخيص الموضحة سابقًا.
ولكن بصفة عامة تشمل طرق علاج الانزلاق الغضروفي:
العلاج التحفظي
عادة ينصح الأطباء بالعلاج التحفظي في الدرجات البسيطة من الانزلاق الغضروفي التي لا تُشكل خطورة على جذور الأعصاب، ويشمل العلاج التحفظي اتباع مجموعة من النصائح التي يوصي بها الطبيب، من بينها:
- اتباع نظام غذائي صحي لخسارة الوزن.
- الراحة من أي مجهود بدني شاق.
- وضع كمادات باردة أو ساخنة على منطقة الألم.
- عدم الجلوس لفترات طويلة وممارسة الأنشطة اليومية بالتدريج.
- تجنب الحركات المفاجئة كالانحناء أو رفع الأشياء الثقيلة.
العلاج الدوائي
يهدف العلاج الدوائي إلى الحد من الآلام الناتجة عن الانزلاق الغضروفي، وعلاج الالتهابات الناتجة عن ضغط الغضروف على العضلات والأعصاب، فتضم خطة العلاج الدوائي ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- الأدوية المرخية للعضلات.
- مسكنات الألم (تحت إشراف الطبيب).
- العلاج الطبيعي
عادة يُستخدم العلاج الطبيعي بالتزامن مع العلاج الدوائي والعلاج التحفظي للحصول على أفضل النتائج ومساعدة المريض على ممارسة أنشطته اليومية بطريقة طبيعية في أقرب فرصة ممكنة، ويكون الهدف الأساسي من العلاج الطبيعي هو تقوية عضلات الرقبة أو الظهر والبطن لتخفيف الضغط الواقع عليها من الغضروف المنزلق.
التدخل الجراحي المحدود
يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي في علاج الحالات المتقدمة من الانزلاق الغضروفي والتي عانت طويلاً مع آلام الظهر دون الشعور بأي تحسن من أساليب العلاج السابقة، وساهم التطور الطبي في جعل جراحات الانزلاق الغضروفي أكثر أمانًا ونجاحًا.
فقد ساعد التطور الطبي على إجراء جراحات العمود الفقري بطرق محدودة التدخل بدلًا من الجراحات المفتوحة، وذلك عن طريق استخدام الميكروسكوب أو المنظار الجراحي في إزالة أو استبدال الغضروف المنزلق، وهي أدوات دقيقة لا يتطلب استخدامها سوى إجراء فتحات صغيرة في منطقة الغضروف المنزلق.
وتمتلك عمليات التدخل المحدود في العمود الفقري مميزات عديدة، منها:
- انخفاض نسبة مضاعفات بعد العملية بسبب صغر الشقوق الجراحية، فذلك يُقلل فرص حدوث العدوى أو النزيف.
- سرعة التعافي بعد العملية مقارنة بالجراحة المفتوحة.
من خلال إجابتنا المفصلة خلال هذا المقال عن سؤال “ما هو الانزلاق الغضروفي واعراضه وعلاجه؟” نستنتج أن استجابة مرضى الانزلاق الغضروفي لطرق العلاج المختلفة يتحكم فيها الكثير من العوامل، مثل سن المريض وحالته الصحية العامة، لذا ننصح المرضى بعدم الحكم على تجاربهم مع علاج الانزلاق الغضروفي استنادًا إلى تجارب الآخرين، بل عليهم السعي واستشارة الأطباء المختصين فقط.
يُسعدنا تواصلكم معنا في عيادات Neurosurgery للإجابة عن جميع استفساراتكم من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
عزيزي القارئ ننصحكم بالاطلاع علي : الانزلاق الغضروفي والجماع