يعتمد علاج أورام المخ على عدد من العوامل، منها نوع وحجم وموقع الورم، إضافة إلى عُمْر المريض وحالته الصحية، وتعد عملية استئصال ورم من المخ العلاج الأول والأساسي لمعظم الحالات.
تهدف هذه العملية في الأساس إلى استئصال أكبر قدر من الورم دون إلحاق أضرار بأنسجة المخ المحيطة بالورم، الأمر الذي يتطلب فريقًا طبيًا يمتلك من المهارة والخبرة ما يساعده على تنفيذ هذه المهمة بنجاح.
وفي هذا المقال نستعرض الإجراءات الجراحية الهادفة إلى التخلص من أورام المخ بنجاح. دعونا نتعرف إليها عبر الاطلاع على السطور التالية
للمزيد اقرأ: علاج أورام المخ عند الأطفال
ما الأعراض التي يعانيها المصاب بورم في المخ؟
تختلف أعراض الإصابة بورم في المخ حسب مكان نمو هذا الورم، وحجمه ونوعه، وقد تشتمل الأعراض على واحد من الأعراض التالية أو أكثر:
- الصداع، الذي تزداد شدته -غالبًا- في الصباح أو في أثناء النوم.
- التشنجات.
- صعوبة التفكير والتحدث والاستيعاب.
- ضعف -أو شلل- أحد جانبي الجسم.
- مشكلات الرؤية.
- مشكلات السمع.
- تنميل الوجه.
- الشعور بالنعاس، وفقدان الوعي.
- الدوخة والدوار.
- الغثيان والقيء.
- تشخيص ورم المخ
تشخيص الإصابة بورم في المخ من الأمور المعقدة، لذا يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات تبدأ بالفحص البدني والاطلاع على تاريخ المريض الطبي، والتحقق مما يعانيه من أعراض. وفي حال الشك في وجود ورم بالمخ، يطلب الطبيب إجراء مزيدًا من الفحوصات، منها:
- الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي للرأس، لتحديد مكان الورم.
- تصوير الأوعية الدموية من خلال حقن “صبغة” في الأوعية الدموية، وذلك لتصوير الأوعية التي تمد الورم بالدم.
- فحوصات الدم والسائل الدماغي النخاعي الهادف إلى البحث عن المواد التي تنتجها بعض الأورام في الجسم، وتسمى “دلائل الأورام”.
للمزيد اقرأ: كيفيه اكتشاف اورام المخ عند الاطفال
هل الجراحة العلاج الأمثل لأورام المخ؟
قد تكون الجراحة العلاج الوحيد لبعض المرضى المصابين بأورام في المخ، فيخضعون لجراحة تهدف إلى استئصال الورم كاملًا دون التأثير في وظائف المخ الطبيعية، بشرط أن تكون هذه الأورام حميدة.
أما إذا انتشر الورم بين أنسجة المخ المختلفة فيلجأ الطبيب أولًا إلى تقليص حجم الورم عبر اللجوء إلى العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
وتسهم الجراحة في تخفيف حدة بعض الأعراض التي تسببها أورام المخ، لا سيما تلك التي تنتج من تراكم السوائل داخل الجمجمة.
وقبل اختيار الوسيلة العلاجية المناسبة يحصل الطبيب على عينة من الورم لفحصها تحت المجهر، والتعرف إلى نوع الورم.
وقد لا تكون الجراحة الخيار المناسب لعلاج بعض المرضى الذين يعانون:
- نمو الورم في جزء من المخ يصعب استئصاله منه.
- نمو الورم في جزء عميق داخل المخ.
- امتلاك المريض أسباب صحية تمنعه من الخضوع للعمليات الجراحية الكبرى.
للمزيد اقرأ: انواع اورام المخ
هل يجري الأطباء عملية استئصال ورم من المخ بأكثر من طريقة؟
يلجأ الطبيب إلى أكثر من تقنية من أجل إجراء عملية استئصال ورم من المخ، هم:
-
فتح الجمجمة جراحيًا
خلال العملية يصنع الطبيب شقًا في فروة الرأس، ويزيل بعضًا من عظام الجمجمة كي يصل إلى الورم ويستأصله.
-
الاستئصال بالليزر الموجه بالرنين المغناطيسي
يجري الطبيب العملية عبر صُنْع شقوق صغيرة عدة في فروة الرأس حول منطقة الورم، ثم يدخل أدواته الجراحية من خلال هذه الشقوق، التي يوجهها إلى موضع الورم مستعينًا بأشعة الرنين المغناطيسي. وتتمثل الخطوة الأخيرة في تمرير أشعة الليزر تجاه الورم لإزالته.
-
الجراحة بالمنظار عبر الأنف
يهدف هذا الإجراء إلى علاج مرضى أورام الغدة النخامية (غدة صغيرة تقع في مؤخرة الأنف)، خلاله يصنع الطبيب قطعًا صغيرًا في الحاجز الأنفي، وهو الجدار الذي يفصل بين فتحتي الأنف، كي يمرر من خلاله المنظار الذي يستعين به من أجل إزالة الورم.
التنظير العصبي
يستخدم الطبيب المنظار في إزالة الورم بأكمله أو جزء منه، وقد يستخدمه أيضًا بهدف تصريف السوائل المتراكمة داخل المخ، وذلك عبر صُنْع شق صغير في الجمجمة كي يدخل من خلاله المنظار والأدوات الجراحية الضرورية لإزالة الورم.
اطلع ايضا علي: افضل دكتور لعلاج اورام المخ
أعراض ما بعد عملية استئصال ورم من المخ
يمكث المريض في المستشفى بعد عملية استئصال ورم من المخ نحو 3-10 أيام، ويعتمد طول المدة التي يقضيها على نوع الجراحة، وحالته الصحية العامة.
ولأن عملية استئصال ورم من المخ من الجراحات الكبرى، يحتاج المريض بعدها إلى الحصول على التأهيل النفسي والبدني، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى يشعر المريض بالتحسن.
وكأي جراحة، قد تسبب عملية استئصال ورم من المخ بعض الآثار الجانبية، مثل:
- التعب والضعف العام.
- الدوار.
- عدم الاتزان.
- صعوبة الكلام.
- تغيرات في السلوك والشخصية.
- تشنجات.
وعادة ما يتعافى المرضى بعد عملية استئصال ورم من المخ وتنخفض حدة هذه الأعراض لديهم تدريجيًا حتى اختفائها التام، لكن قد يعاني البعض أعراضًا تستمر فترة أطول، وهو الأمر الذي يعتمد ذلك على موضع نمو الورم في المخ، كما قد تستمر هذه الأعراض بسبب عدم استئصال الورم كليًا، وتتضمن هذه المضاعفات طويلة الأمد ما يلي:
- صعوبة المشي.
- ضعف الذراع أو الساق.
- صعوبة التركيز، والنسيان.
- تغيرات سلوكية.
- صعوبة الكلام.
ما نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ؟
تتفاوت نسبة نجاح عملية استئصال ورم الدماغ من مريض لآخر وفقًا لعوامل عدة، أهمها:
- نوع وحجم الورم.
- المنطقة المتأثرة سلبًا بوجود الورم في المخ.
- نوع الاستئصال: هل استأصل الطبيب الورم كاملًا أم جزئيًا؟
- انتشار الورم إلى أنسجة أخرى من عدمه.
ما دور العلاج الكيميائي والإشعاعي في علاج أورام المخ؟
يحتاج المصاب بورم في المخ إلى وسائل علاجية إضافية بجانب الجراحة من أجل تدمير الخلايا السرطانية المتبقية في الجسم والحد من انتشارها، ومن بين هذه الوسائل:
-
العلاج الإشعاعي
يلجأ الأطباء إلى العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانتشار في باقي أنسجة الجسم، وعادة ما يعتمد الأطباء على هذا العلاج حينما لا يمكن إزالة الورم جراحيًا، أو للتخلص من الخلايا السرطانية التي قد تظل موجودة بعد الجراحة.
ويجري الطبيب العلاج الإشعاعي بوسيلتين:
- خارجية: يتعرض المريض في أثناء الجلسة العلاجية إلى جهاز كبير يبعث الإشعاعات تجاهه.
- حقن المادة المشعة في موضع نمو الورم.
-
العلاج الكيميائي
يتلقى المريض العلاج الكيميائي بعد الجراحة لتدمير أي خلايا سرطانية متبقية، عن طريق تناول بعض الأدوية التي تؤخذ عبر الفم، أو عن طريق الحقن في الأوعية الدموية أو العضلات، أو الحقن في السائل الدماغي النخاعي (CSF)، ولا يحتاج المريض المكوث في المستشفى في أثناء تلقي العلاج الكيميائي.
ووصولًا لهذه النقطة ينتهي مقالنا عن عملية استئصال ورم من المخ، متمنين لجميع المرضى الشفاء العاجل، وأن يلبسهم الله لباس الصحة والعافية.