لا شك أن إصابة الطفل في مرحلة صغيرة من العمر بمرض ما من الأمور التي تُثير خوف الأبوين تجاه أضراره على صحة الطفل وحياته في المستقبل.
وفي حال الإصابة بالأورام -خاصةً أورام المخ- ينقلب حال الأسرة رأسًا على عقب، وتتحول حالة الخوف البسيطة تلك إلى هلع يستمر حتى توصلهم إلى طريقة للتخلص من اورام المخ فى الاطفال، وتعافي صغيرهم بأمان.
في السطور التالية نوضح كيفيه اكتشاف اورام المخ عند الاطفال، ونسرد تفاصيل الخطة العلاجية التي يتبعها الأطباء لمُساعدة الأطفال على التخلص من ذلك المرض.
كيف تنشأ اورام المخ فى الاطفال؟
تتكون اورام المخ فى الاطفال نتيجة خلل يؤثر في معدل انقسام خلاياه، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عدد خلايا المخ عن العدد الطبيعي، وتتكون كتلة نسيجية غير طبيعية بالقرب من المخ.
وتوجد أنواع مختلفة من أورام المخ في الأطفال، بعضها غير سرطانية (حميدة) يمكن التخلص منها بسهولة، وأخرى سرطانية (غير حميدة) تستوجب خضوع الطفل للفحص لتحديد ميعاد لإجراء التدخل الجراحي واستئصال الورم في أسرع وقت.
أعراض الإصابة بـ(اورام المخ فى الاطفال)
تختلف أعراض الإصابة بـ اورام المخ في الاطفال بين حالة وأخرى وفقًا لنوعية الورم، ومكان وجوده، وحجمه.
وقد يصعب على الأهل ملاحظة أعراض اورام المخ فى الاطفال واكتشاف إصابة طفلهم في مرحلة مبكرة، نظرًا لتشابهها مع أعراض بعض الأمراض الأخرى، وتتضمن تلك الأعراض ما يلي:
- شعور الطفل بصداع شديد وضغط متزايد داخل رأسه يزداد ويتكرر باستمرار.
- بداية معاناة الطفل من مشكلات الرؤية المختلفة، منها الرؤية المزدوجة.
- الشعور بالغثيان وتكرار التقيؤ غير المبرر.
- حركة غير طبيعية للعين.
- صعوبة المشي، وفقدان التوازن.
- فقدان الشهية، والتغير العام في الشخصية أو السلوك.
لا تظهر أعراض الإصابة بالورم دفعة واحدة، إنما تظهر تدريجيًا واحدة تلو الأخرى، وتزداد شدتها ووضوحها بمرور الوقت مع زيادة نمو الورم وضغطه على المراكز الحساسة في المخ.
دور التدخل الجراحي في علاج أورام المخ عند الأطفال
عادةً ما تُعالج اورام المخ فى الاطفال عن طريق التدخل الجراحي عبر استئصال أكبر قدر ممكن من الورم، للتخلص من ضغطه على أنسجة وخلايا المخ.
وتُجرى الجراحة بعد أخذ عينة من الورم وفحصها لتحديد طبيعة الورم ما إذا كان سرطانيًا أم لا، بالإضافة إلى خضوع الطفل لفحص التصوير المقطعي من أجل تحديد مكان الورم بدقة.
التعافي بعد جراحة استئصال اورام المخ فى الاطفال
بعد الانتهاء من الجراحة يُنقل الطفل إلى غرفة خاصة لملاحظة علاماته الحيوية إلى أن يتجاوز مرحلة الخطر، وبمرور بضعة أيام يُسمح لوالديه باصطحابه إلى المنزل بشرط متابعة حالته باستمرار، والتواصل مع الطبيب فور تعرض الطفل لأي مشكلة صحية قد ترتبط بالجراحة.
وبعد فترة قصيرة من الجراحة يستأنف الطفل علاجه عن طريق الخضوع لجلسات العلاج التكميلي الإشعاعي أو الكيمياوي وفقًا لما يُحدده الطبيب المُعالج.
- العلاج الإشعاعي
يُجرى العلاج الإشعاعي عن طريق توجيه أشعة عالية الطاقة تجاه مناطق نمو الورم، وهو علاج تكميلي يضمن عدم نمو المزيد من الخلايا والأنسجة غير الطبيعية.
وينبغي التنويه على أهمية إجراء العلاج الإشعاعي بحذر شديد، خاصةً الذي يستهدف الرضع والأطفال الصغار ممن لا تزال أنسجة مخهم في طور النمو.
- العلاج الكيميائي
من وسائل العلاج التكميلية التي يعتمد عليها الأطباء العلاج الكيميائي، الذي يُسهم في التخلص من خلايا الورم التي قد موجودة خارج المخ. وتتضمن أنواع العلاج الكيميائي:
- الأقراص الدوائية.
- حقن الوريد (IV).
- حقن المادة الكيميائية مباشرة في السائل النخاعي.
إن الزيارات المتكررة والمتابعة المستمرة مع طبيب أورام المخ بعد الجراحة وخلال فترة العلاج التكميلي وما بعدها من الأمور الهامة التي ينبغي عدم إهمالها، وذلك لمراقبة نتائج العلاج، والحد من آثاره الجانبية على الخلايا والأنسجة العصبية بالمخ، والوقاية من تكرار الورم.
وتُعد جراحة استئصال اورام المخ فى الاطفال من أصعب التدخلات الجراحية التي يمكن إجرائها لطفل صغير لايزال في سنواته الأولى، ولكن إجرائها من خلال مركز طبي معروف يمتلك نخبة من أفضل أطباء المخ والأعصاب يُساعد على رفع نسب نجاح الجراحة.