تسبب أمراض العمود الفقري المختلفة أعراضًا متشابهة في كثير من الأحيان، لعل أبرزها آلام الظهر المزمنة، وعدم القدرة على ممارسة المهام اليومية، وفشل الطرق التقليدية مثل الحصول على قدر من الراحة واستخدام بعض المسكنات في تسكين الآلام.
ومن أشهر مشكلات العمود الفقري التي تتشابه أعراضها هي انزلاق الغضروف وتزحزح الفقرات، لذلك نستعرض في هذا المقال الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات، ونوضح كيف يمكن التفريق بينهم بوسائل التشخيص المختلفة.
الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات (ماهية المرض)
عند الحديث عن مرض انزلاق الفقرات نجد أنه مشكلة تؤدي إلى تزحزح فقرة أو أكثر من فقرات العمود الفقري عن مكانها الطبيعي، أما الانزلاق الغضروفي فهو يُشير إلى تزحزح أو تمزق الغضاريف الفاصلة بين فقرات العمود الفقري والتي تقوم بدورها في تسهيل حركته ومرونته.
ما الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات من حيث الأسباب؟
نظراً لأن طبيعة حدوث كلا المرضين مختلفة، لا بد من وجود أسباب مختلفة تؤدي للإصابة، لذا عند الحديث عن الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات من حيث الأسباب، نجد أن أشهر الأسباب المؤدية للانزلاق الغضروفي مرتبطة بما يلي:
- التقدم في العمر.
- زيادة الوزن.
- التاريخ الوراثي.
- طبيعة العمل التي تحتم الجلوس لفترات طويلة أو حمل أشياء ثقيلة.
أما عن أشهر الأسباب التي تزيد من فرص حدوث انزلاق الفقرات فهي تشمل:
- التعرض لحادث أو صدمة في الظهر.
- وجود عيوب خلقية في العمود الفقري.
- الإصابة بكسور في فقرات العمود الفقري.
- ممارسة الرياضات العنيفة.
- خشونة مفاصل العمود الفقري نتيجة التقدم في العمر.
- حمل أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة.
لماذا قد تتشابه أعراض انزلاق الفقرات مع الانزلاق الغضروفي؟
أمراض العمود الفقري باختلاف أسبابها وطبيعة حدوثها تُحدث نفس التأثير في النهاية، وهو الآلام المزمنة وصعوبة الحركة، فبالرغم من اختلاف طبيعة حدوث الانزلاق الغضروفي وتزحزح الفقرات، قد يُحدثا نفس التأثير على العمود الفقري، وهذا يفسر وجود تشابه بين أعراض انزلاق الفقرات و اعراض الانزلاق الغضروفي.
فغالباً يعاني المرضى مما يلي:
- آلام مزمنة في الرقبة أو الظهر (حسب موقع التزحزح أو الانزلاق).
- خدر وتنميل في الذراعين أو الفخذين والساقين.
- آلام تتفاقم في أثناء الحركة، وعند ثني الظهر أو المشي.
- تيبس في عضلات الرقبة أو الظهر.
- تضرر الأعصاب المسيطرة على عضلات المثانة وفتحة الشرج، فيصاب المريض بالسلس البولي والبرازي.
لذا لا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط لمعرفة الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات، ولكن في بعض الحالات التي تعاني مشكلة تزحزح الفقرات في أكثر من فقرة من فقرات العمود الفقري مما أدى إلى تقوس الظهر، فحينها يصبح ذلك العرض دليلًا واضحًا ومؤكد للإصابة بتزحزح الفقرات.
هل تتشابه أعراض الانزلاق الغضروفي مع أمراض أخرى؟
تتشابه أعراض انزلاق الفقرات والانزلاق الغضروفي مع أمراض أخرى تصيب العمود الفقري والأعصاب من أشهرها مرض عرق النسا، فهو يحدث نتيجة التهاب العصب الوركي أو زيادة الضغط الواقع عليه من فقرات العمود الفقري أو الغضاريف الفاصلة بينها.
ما الفرق بين الانزلاق الغضروفي وعرق النسا؟
يعد عرق النسا أحد المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالانزلاق الغضروفي في منطقة الظهر، فنتيجة ضعف الغضاريف وتمزقها وانزلاقها من مكانها تُحدِث ضغطًا والتهابًا في العصب الوركي.
لذا عند الحديث عن الفرق بين الانزلاق الغضروفي وعرق النسا من حيث الأعراض، نجد عدم وجود فرق ملحوظ بينهما، فكلاهما يتسبب في ألام شديدة في أسفل الظهر، وتنميل وخدر في الساقين، وصعوبة الحركة.
طرق التشخيص عن الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات؟
يعتمد الأطباء على طرق التشخيص المتقدمة بعد الفحص البدني ومعرفة التاريخ المرضى للحالة في معرفة الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات، وذلك عن طريق مجموعة من الفحوصات التي تعرض صورة واضحة لحالة فقرات وغضاريف العمود الفقري، والحبل الشوكي، وجذور الأعصاب.
من أهم هذه الفحوصات:
الأشعة السينية
الأشعة السينية على الظهر مهمة للكشف عن الكسور أو العيوب الخلقية في العمود الفقري، أو تزحزح الفقرات.
الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي
تعرض الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي صورًا أكثر دقة من الأشعة السينية لحالة العمود الفقري والغضاريف والأعصاب، لذا تعدان من أهم الأشعّات التشخيصية لأمراض العمود الفقري، وعلى أساس ما يتوصل إليه الطبيب من خلال النتائج، سيبدأ في وضع خطة العلاج المناسبة لكل حالة.
الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات في الأساليب العلاجية
في الأغلب لا يوجد فرق بين وسائل علاج الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات، إذ في الحالتين يحاول الطبيب الحد من الضغط على أعصاب العمود الفقري، وتشمل وسائل العلاج ما يلي:
-
العلاج الطبيعي
ينصح الطبيب مرضى الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات بالخضوع لجلسات العلاج الطبيعي من أجل زيادة مرونة الجسم، وتقوية العضلات المحيطة بالمنطقة المصابة مما يساهم في تخفيف حدة الألم.
أيضًا يرشدهم إلى بعض التمارين الرياضية التي يمكنهم ممارستها في المنزل، لزيادة فعالية الجلسات وتحسين نتائجها النهائية.
-
الأدوية
تتعدد الأدوية الموصوفة في حالات الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات، ويتمحور غالبيتها في:
- مضادات الالتهاب، إذ تعمل على الحد من الالتهاب في المنطقة المصابة.
- مسكنات الألم، وتساعد على تخفيف الألم وتهدئته حتى يتمكن المُصاب من ممارسة حياته بصورة طبيعية.
-
العلاج التحفظي
يشتمل العلاج التحفظي على تغيير بعض الممارسات الخاطئة التي يمارسها الفرد وتزيد حدة الألم، كما يلي:
- تجنب رفع الأجسام الثقيلة.
- الاستعانة بالأجهزة الرياضية عند رفع الأثقال.
- أخذ قسط من الراحة.
- استعمال الكمادات الساخنة أو الباردة لتسكين الألم.
-
الجراحة
يتمثل الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات في الأساليب العلاجية في التدخلات الجراحية، ونوضح ذلك بمزيد من التفصيل في السطور القادمة.
تنطوي عملية الانزلاق الغضروفي على استئصال الغضروف المنزلق واستبداله بآخر صناعي لتخفيف الضغط على الأعصاب، أما عملية انزلاق الفقرات فتهدف إلى تثبيت فقرات العمود الفقري حتى تتحرك بصورة طبيعية.
هل الجراحة حلاً للحد من أعراض انزلاق الفقرات والانزلاق الغضروفي؟
الإجابة القاطعة عن هذا السؤال يُحددها الطبيب بناءً على نتائج وسائل التشخيص المختلفة من الفحص البدني، والتاريخ المرضي للحالة، وفحوصات الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، والحالة الصحية العامة للمريض وعمره.
فمثلًا قد يوجه الطبيب مرضاه إلى طرق العلاج التحفظية التي تشمل الحصول على بعض الراحة، وتناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب للحد من الأعراض المزعجة، أما في الحالات المتقدمة من الانزلاقات الغضروفية وتزحزح الفقرات، فيسيلجأ الطبيب إلى جراحات العمود الفقري.
من خلال حديثنا عن الفرق بين الانزلاق الغضروفي وانزلاق الفقرات، نشير إلى أن معظم إصابات العمود الفقري تتطلب بعض الوقت للاستشفاء واستعادة مرونة الظهر والتخلص من الآلام، لذا ننصحك بالالتزام بنصائح الطبيب طوال فترة العلاج، والتحلي ببعض الصبر للحصول على أفضل النتائج.
للمزيد من الاستفسارات يمكنكم التواصل معنا على الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني او من خلال الواتساب، يسعدنا تقديم المساعدة لكم.